الضمير المستتـــــر
ما هو الضمير المستتر ؟ كل الذين لديهم أبسط نصيب من علم اللغة يجيبون عن هذا السؤال بكل بداهة وبكل بساطة ويقولون رأسا ::: هو ، هي ، هم ، هن….::: لكن ليس هذا هوالجيد : سكون الحركة وجمود اللسان والسكوت المطبق عندما يتعلق الأمر بالخطر المطبق والداهم والقاضي على المجتمعات من أصلها ومن جذورها ، تراهم يخرصون ويتكلمون فقط عن التوافه والتي هي بمثابة ظواهر تطفو على السطح نتيجة للإختلالات التي أصبحت متجذرة في مجتمعنا على وجه الخصوص وفي المجتمعات العربية عموما
وستعرف الإجابة أخي القاريء من خلال النص التالي وتستشفها وتقل لي معك حق وتقف بجانبي أو تقول لا ، فأنت حـر أو تاتي ببديل غير هذا .
المولى عز وجل لما خلق آدم من أديم الأرض من طين نتن سافل وليس جسما نورانيا وبقي وحيدا ، فخلق الله له من يؤنسه ، ألآ وهي شقيقته حواء التي خرجت منه من تحت ضلعه الأعوج الأيسر بعد أن كان يغط في نومه ولم يحس بها أبدا ، سبحانه عز وجل من خالق كريم غفور رحيم.
ولم يضيع الرب مخلوقه فوفر له المأوى والمأكل والمشرب والسكن الى أن جاء قابيل وهابيل وحدثت الإشكالية وأوجد الله لها الحلول الملائمة…..
ولما طال الأمد ومرت السنون والشهور والأيام وكثر بنوا الأنام ، الله سبحانه وتعالى لم يضيع مخلوقا أبدا ، خلقهم وقسم بينهم معيشتهم كفاية وزيادة ، لكن المال الزائد عن الحاجة والذي عند الأغنياء هو في حقيقة الأمرمال الآخرين وحقهم وهو وديعة وأمانة يجب أن تصل الى أصحابها عن طريق قنوات معروفة وفي أوقات معروفة أيضا ومحددة وفق ناموس سماوي من صنع الله سبحانه وتعالى ، لكن هؤلاء البشر المتمسلمون حادوا عن المجال المرسوم وحدث بما يسمى بالإختلال….أما الحيوانات والحشرات والطيور فأمرهم موكول الى الرب مباشرة دون غيره ودون سواه فرزقهم يأتيهم من السماء ماء زلالا غدقا فراة سلسبيلا يغسل الأرض ويرويها فتنبت لهم الكلأ وكل ما تشتهيه أنفسهم ، وهم في حد ذاتهم خلقوا لفائدة هذا البني آدم قوتا وسخريا…. وقليل من عبادي الشكور…..
في هذه الأيام….وفي غير هذه الأيام من الماضي والحاضر، فالمستقبل يعلمه الله ، تطالعنا الجرائد ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة منها والمكتوبة بـــأن جرائم السطو على المنازل والسرقة في االشوارع والأزقة والدروب وما الى ذلك من الآفات الإجتماعية المتفشية ، أنا في وجهة نظــــــــري هؤلاء ليسوا بسراق… هؤلاء أبطالا من نوع خاص يأخذون حقوقهم بأيديهم وترفعوا عن المسألة والتي هي في حد ذاتها مذلة وذهاب ماء الوجه ودلالة على الضعف العقلي والجسمي ، ترى ماذا يأخذون؟؟؟؟
طبعا يأخذون تلفون جوال ، بعض الأوراق المالية من جيوب المغفلين ، بعض الأثاث الزائد عن الحاجة في بعض المنازل ، أشياء تافهة في الحقيقة إذا ما قيست بما هو كائن وموجود ومخزون في الكثير من القصور والبيوت….والناس ووسائل الإعلام تزمجر وتطبل وتهول وتهرول ، لما كل هذه الضجة الإعلامية المسعورة والشعواء والمضللة والمقلبة للحقائق ، هنا يجدر بنا أن نكون منصفين ونطرح السؤال التالي : أليس من حق هؤلاء المشردين والمكلومين والمنبوذين والمحرومين أن يعيشوا ؟؟؟؟
لقد سبق وأن قلنا أن رزق هؤلاء عند أولائك الأشحاء البخلاء الكامطين قساة القلوب والعصاة والذي لم يخرجو الزكاة طواعية فأخذت منهم عنوة وبالقوة أو بالحيلة ، فهذا حق الآخر يجب أن يصل إليه بأية وسيلة ، فبالتي أحسن وإن لم يكن فبالتي هي أخشن .
السؤال الآخر المطروح والمحير هناك فيئة أخرى مسكوت عنها والتي دخلت في الضمير المستتر، يا سلام … هو ، هي ، هم ، هن…والواقعة تحت الظل ، والتي سوف أعمل بإذن الله على تعريتها ونقلها من تحت الظل والظلام الى تحت الضوء ـ تحت اشعة الشمس الحارقة لفضحها وفضح كنهها وأساليبها وجوهرها والعياذ بالله من سخط الله يعني بالعربي كده ::: فضيحة على رؤوس الأشهاد في الدنيا ويوم لا ينفع مال ولا أولاد ::::
- أبدأ بفيئة التعليم أولا التي أنا منها وأعرفها وأعرف خرايبها وخرايب إلا خلفوها
باديء ذي بدء ، المعلم الذي لا يحضر دروسه ويتغيب كثيرا سواء بسبب وبدون سبب ويبخل على تلاميذه بالمعلومة ويخدعهم بنفخ النقاط في الإمتحانات الفصلية والفروض
ترى بربكم ماذا نقول عنه ؟ أليس هو أكبر السراقين الأفاكين المجرمين ، يتلاعب بعقول البراءة ، الأطفال الصغار الذين لا حول لهم ولا قوة ، فيهفهم ويقضي على مستقبلهم ويأخذ أجرة شهرية حرام في حرام ، والغريب في الأمرأننا نجده في الصف الأول في المسجد
يا سلام - علمناهم الصلاة فاتونا للجامع - نجده لا يقوم بحراسة التلاميذ في الساحة وهندامه مبهدل…أما في المطعم المدرسي فنجده يأكل نصيب تلاميذه بشراهة وبدون شفقة ولا رحمة وأمام الحضور ، فلا حياء ولا وازع ديني ولا أخلاقي ولا قانوني ، وإن حدث أن نهرته ونهيته فلا ينتهي فله وجه بارد مصنوع من الكرطون ، يتمادي في غيه ويقول لك الخير كثير والحمد لله ، فبالمقارنة نجد ما زال مئة سراق أفضل من هذا الكلب العقور
الذي ضيع الأجيال وحطم الأمال وقرب الأجال بسوء الفعال وأكل لهم رزقهم ، وعندما أتكلم عن المعلم أقصد كووووووول من ينتمي الى سلك التعليم من الرأس الى أخمص القدم أي يعني بالعربي من الإبتدائي الى الجامعي ولا أستثني منهم أحدا أبدا إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فالتوبة تجب ما قبلها.
لـــــــــــــكن بعد رد المظالم ، وأية مظالم يا حسرة النفس ولكن أيضا وبالمقابل كيف يمكن للأجيال رد إعتبارها بعد أن ضاعت وضاع مستقبلها ، أرى أن هذا الذنب من هذا النوع لا يجبر لا بدم ولا بهدي ولا بفدي ، أرى أنه يجب على الضحايا أن يكونوا جمعيات ويطالبوا ملاحقة هذا الصنف من المعلمين قضائيا حتي في قبورهم وسواء علينا آستغفرنا لهم أم لم نستغفر لهم فإن الله لن يغفرلهم .
ونفس الشيء بالنسبة للمدير والمقتصد والطباخ والمنظف والحارس ، حاشى المخلصين الجادين في عملهم أشكرهم وأجلهم وأقدرهم وأحترمهم ،بــل تشكرهم الأجيال قبلي أنا والتلميذ هو المفتش الحقيقي الذي يعرف جيدا غاية المعرفة من أعطاه حقه وأوصله الى شاطيء النجاة فيحفظ له الود كل الود ، ودائما عندما أقول تلميذ لا أقصد تلاميذ الإبتدائي بل أقصد كل دارس مهما كان وأينما كان موقعه وحيثما ثقف .
نروحوا الآن الى قطاع واحد آخر حساس جدا جدا ، ألا وهو قطاع الجماعات المحلية أي المنتخبين من البلدية الى الولاية الى المجلس الوطني بغرفتيه ، أقول دائما البعض حتى لا أعمم ولو أن الأمر في الكثير من الأحيان يتطلب التعميم ، نجد أن الأصوات الإنتخابية أمست وأصبحت وأضحت تباع وتشترى خصوصا في ما بعد التعددية وأصبحنا نسمع كلمة - الشكارة - ومعروف معناها وما القصد من ورائها ، دائما نلجأ الى باب المقارنة
أليس ألف سراق أفضل من هذا السلوك المشين؟؟؟ لماذا يسكتون عن الضمير المستتر؟
- نروحوا الى التاجر فنجده يدلي دوما بتصريحات كاذبة الى مصالح الضرائب من حيث صحة رقم أعماله وعمولاته وأرباحه ، ويبيع المواد المنتهية الصلاحية للزبائن ويكلحهم ونجده أيضا يحتكر قوت الناس ، أليست هذه سرقة دائمة ، يسرق الدولة ويسرق الزبون
لا زال مائة سارق جهارا نهارا أفضل من هذا الصنف ، ترى من يصنح الخمور ويبيعها
ويستوردها ، أليس هو التاجر صاحب المال هو القادر على هذا ؟ ويا ترى من يستورد المخدرات والسموم والمهلوسات ويجلبها من الخارج ويسعى في توزيعها بين أفراد المجتمع ليفسدهم ويهلكهم ، أليس هو التاجر صاحب المال ؟ هو طبعا ما فيش غيرو
ما زال مليون سارق أفضل من هذا التاجر الفاجر بألف ألف مرة .
- أما الموظف والمسؤول السامي والمحترم فهو الآخر لا يقل أهمية عن غيره من الذين ذكرناهم بسوء والعياذ بالله من غضب الله وسخطه ، أقول وبالله التوفيق من بعض خرائب هؤلاء تبديد المال العام والتحويلات غير المشروعة والمشاريع الوهمية وما الى ذلك من المخازي التي لا تعد ولا تحصى عجائبها وأساليبها الخسيسة ، ما زال مليار سارق نشال أفضل من هذه السرقات المقننة باسم الوظيفة وإستعمال النفوذ .
هذه المآسي والألام والأحزان كثيرة وكثيرة وإنما ذكرنا البعض منها على سبيل المثال لا الحصر وحتي يمكننا أن نسمي الأمور بمسمياتها الحقيقية تفاديا للمغالاطات لكي لا نكيل بمكيالين ، ونقول لهؤلاء الأصناف : إن كنتم تخادعون الله فإن الله لايخدع ، وإن كنتم تخادعون الناس فذلك إثم ، والمصيبة التي نحن نغرق فيها الى التراقي هو تركنا للغتنا العربية واستعمال اللغة الرومية في جميع مجالاتنا الحياتية خصوصا إدراتنا المحترمة التي تتشدق بلغة المستعمر البغيض بل في المغرب العربي كله ، هذه مصيبة ما بعدها مصيبة ، أنا شخصيا ما شفتش واحد يركب على ظهر واحد 132سنة ولم ينزل ويبقى وفي ليه ، ما زال ما لعبتش حتي في الفيلم كما يقولون ، لغة الرومية هذه لغة ميته ، فكل الدراسات العليا والعلوم باللغة الإنجليزية لا غير ، أحلسوا عنكم هذه البردعة وارموها في الزبالة ، إنها لغة المخنثين ، لغة المجون ، لغة الغرام الفاسد ، لغة الجلاد المستبد ، لغة العهر الإقتصادي والسياسي الفاضح ، فلا خير فيها ولا في أهلها ولا في المتعاملين بها
أليست هذه سرقة بل أعظم سرقة ، سرقة الهوية ، ما زال ألف مليار سارق أفضل من أصحاب هذا السلوك المشين ، أصحاب هذه السنة السيئة ، أصحاب هذا الذنب العظيم والجرم الأثيم الذي لا يغفره شهداء ثورة نوفمبر المجيدة المخلدة المخلدة.
- وما زال فيه ناس حذاق بالزاف حبوا يقعدوا على طول الدوام في الكرسي الزين
ما شاء الله تبارك الله أحسن الخالقين ، من خمس سنين ولينا في عشرة والدنيا ما زالها طويلة ، أيا الحمد لله ما راناش غير وحدنا في الساحة ، في ليبيا وفي مصر وسوريا…
قالو والله يا كي تنتفها ماني نايض من الكرسي ، ياو على كرشي نخلي عرشي
هيا يرحم والديكم هذه واش نسموها ؟ توريث ، هيبة الرحمن ، بالذراع ، وإلا كيف نسموها ديمقراطية في جلد نظام ملكي ؟؟؟ أنتم يا القراء الكرام سموها كيما تحبوا .
جاء البرادعي مسكين لمصر قالوا عنو عميل لأمريكا ، وقالوا هو إلا هرد العراق ، ولفقوا لو ألف تهمة وتهمة ، واش هذه المصيبة شيء والله إدوخ ، أنا والله ما عدت عارف نتكلم
راسي باغي يتفلق من العوج واللوج ، هيا يا الله تربحوا في لآمان ، إلعبوا فيها حواري الله لا يركب فاس على هـراوة ، قولوا لي كان عجبكم هذا الكلام انزيدكم منو شكاير
وإذا كان ما عجبكمش أتكبوا وارقدوا الله لا يجعل منكم واحد انوض ولا تحرك
عظم الشقا شقاء ودمر تنسي دمرة والايام فايته ، تصبحوا على خير واسمحو لنا في إلا خصت ، المايدة اليوم هذا ما فيها كول والا خلي راك تمشي وتروح وتولي.
الرئيسية
تسجيل دخول الأعضاء
