تلقين الطفل كلمة التوحيد
قال ابن القيم رحمة الله في أحكام المولود
(( فإذا كان وقت نطقهم فليلقنوا ، لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وليكن أول ما يقرع مسامعهم معرفة الله سبحانه ، وتوحيده وأنه سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم ويسمع كلامهم ، وهو معهم أينما كانوا
وكان بنو إسرائيل كثيرا ما يسمعون أولادهم – عما نويل – ومعنى هذا الكلمة – إلهنا معنا ولهذا كان أحب الأسماء إلى الله : عبد الله وعبد الرحمن ، بحيث إذا وعى الطفل وعقل على أنه : عبد الله وأن الله سيده ومولاه ))
ومما رواه ابن ظفر المكي قصة لطيفة في حب تكرار الطفل الشهادتين
فقال :
"بلغني أن أبا سليمان داود بن نصير الطائي رحمه الله , لمابلغ من العمر خمس سنوات , أسلمه
أبوه إلى المؤدب , فابتدأ بتلقين القران , وكان لقِناً, فلما تعلم سورة (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) سورة الإنسان 76/1
وحفظها رأته أمه يوم الجمعة مقبلاً على الحائط , مفكراً يشير بيده , فخافت على عقله , فنادته
قم يا داود ! فالعب مع الصبيان , فلم يجبها ,فضمته إليها , ودعت بالويل , فقال : مالكِ يا أماه ! أبك
بأس ؟ قالت : أين ذهنك ؟ قال مع عباد الله , قالت : أين هم ؟ قال : في الجنة , قالت
ما يصنعون ؟
قال :{مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا} سورة الإنسان 76/13
ثم مر في السورة وهو شاخص , كأنه يتأمل شيئاً ,, حتى بلغ ( وكان سعيكم مشكورا )
قال : يا أماه ! ماكان سعيهم ؟ فلم تدر ما تجيبه , فقال لها : قومي عني , حتى أ تنزه عندهم ساعة
فقامت عنه , فأرسلت إالى أبيه , فأعلمت شأن ولده , فقال له أبوه : يا داود ! كان سعيهم أن قالوا
لا إله إلا الله محمد رسول الله , فكان يقولها أكثر أوقاته
وهكذا بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوته الجديدة , في إقامة المجتمع الإسلامي الجديد مركزاً
اهتمامه على الأطفال , بالرعا ية والدعوة والدعاء , حتى نال علي كرم الله وجهه شرف الدفاع عن
الرسول صلى الله عليه وسلم بنومه في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة . إنها تربية
النبوة للأطفال الناشئين , ليكونوا قادة المستقبل , ومؤ سسي المجتمع الإسلامي الوليد الجديد في
القرن الخامس عشر ؟!! اللهم نعم