حب الله تعالى والاستعانة به ومراقبة الله والإيمان بالقضاء والقدر :
لكل طفل مشكلاته الخاصة به ، سواء منها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والمدرسية ، وتختلف هذه المشكلات بين طفل وآخر ، في حدتها وشدتها وطراوتها ..
وقد يعير الطفل عن مشكلاته بشكل شعوري أو لاشعوري ، فبأي وسيلة يمكن معالجته من الداخل ؟
وبأي طريقة يستطيع الطفل أن يخفف من آلامه إن وجدت ، ومن مشكلاته إن حصلت ؟
إنها بترسيخ حب الله تعالى والاستعانة به ومراقبته وبالإيمان بالقضاء والقدر وهذا أسلوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس ابتكاراً من أحد غيره .
فبتعميق هذا الحب والاستعانة في نفسه ، وتأصيل هذه المراقبة في قلبه ، وغرس الإيمان بالقضاء والقدر في لبه وفؤاده يستطيع الطفل على مواجهة حياته الطفيلية الآن ومستقبل رجولته – أو أمومته – فما بعد
ما ورد في حض الأطفال على ذلك :
أخرج الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - يوماً فقال يا غلام إني أعلمك كلمات :
احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك
إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله
واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وان اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)) .
وفي رواية غير الترمذي زيادة .
احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء ، يعرفك في الشدة
واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطئك
واعلم أن النصر مع الصبر ،وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسراً .
]صحيح ورواه أحمد والحاكم والطبراني وابن السني والآجري والضياء . انظر صحيح الجامع رقم 7957 [
فإذا ما حفظ الطفل هذا الحديث وفهمه جيداً ، لم تقف أمامه عثرة ، ولم يعقه شيء في مسيرة حياته كلها فأي تربية هذه – قديمة وحديثة – تستطيع أن تبغ من نفس الطفل كما بلغها هذا الحديث ؟
إن لهذا الحديث قوة كبيرة على حل مشاكل الطفل ، بفضل تأثيره وروحانيته ، وله القدرة في دفع الطفل نحو الأمام بفضل استعانته بالله ومراقبته له وإيمانه بالقضاء والقدر
وإن أطفال الصحابة تلقوا هذا التوجيه النبوي ، يستعينون بالله على ما أصابهم من قدره ، ويسألون الله عندما تنزل بهم المصائب ويعتقدون بأن لا حول ولا قوة إلا بالله ، ويؤمنون بأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا .
نماذج تطبيقية من حياة السلف الصالح :
كان ابن عمر في سفر, فرأى غلاماً يرعى غنماً , فقال له: تبيع من هذه الغنم واحدة ؟
فقال :إنها ليست لي , فقال : قل لصاحبها : إن الذئب أخذ منها واحدة , فقال العبد : فأين الله !!
فكان ابن عمر يقول بعد ذلك إلى مدة , مقالة ذلك العبد :
فأين الله ؟! .