مفترق الطرق بني ثور بورقلة مثل المتسولين ننتظر احد الخواص أو المقاولين يشغلنا في البناء أو العتالة مقابل اجر يومي لا يكفي حتى لشراء الخبر و الحليب لأولادنا) هكذا لخص "شومارت" شيغيفارة معاناتهم لنهار التي حلت ضيفتا لديهم بالرصيف الذي حولوه إلى وكالة خاصة لتشغل البنائين البطالة، ينخرط فيها كل من يعاني من الفقر و الحرمان تخضع إلى قانون الأجر اليومي و شعارها لا للعبودية .
من شارع شيغيفارة تنطلق المعانات ففي الصباح الباكر يجتمع عدد كبير من البطالين يتجاوز عددهم 30 بحافة الرصيف أين يجلسون لترصد و الانتظار عل و عسى أن يقع اختيار احد الخواص أو المقاولين على احدهم و يشغله لديه مقابل اجر لا يتجاوز 40 ألف سنتيم، و بعد ساعات من الانتظار تقف سيارة احد الخواص أمامهم ليتجه نحوها هؤلاء البطالين و يلتفون حولها محاولين لفت انتباه صاحب العمل الذي بدوره يقوم بمعاينتهم محاولا اختيار اقوي بنية و بعد عملية الفرز يقوم هذا الأخير بتحديد الأجر فإذا حاول البطالة الرفع من السعر أو رفضه استبدل بأخر يرضى بالأجر المحدد .
كلما تقدم السن بهم قلت فرصتهم في الشغل
زروق محمد، مختاري محرز و بشراير احمد و غيرهم الذين تجاوز أعمارهم تتراوح بين 20 سنة و 50 سنة وجدناهم ينتظرون الظفر بعمل و حديثهم لم يكن سوى على استعباد المقاولين لهم و استنزاف طاقتهم مقابل اجر زهيد .
بشيري احمد سنه يتجاوز 49 سنة،بعد انتهاء عقد عمله بالشركة العمومية للبناء و ذلك سنة 2003 وجد نفسه يجلس بشارع شيغيفارة رفقة العشرات من البنائين البسطاء الذين يتنافسون على الحصول على رضا احد الخواص أو المقاولين، لتشغيله لا يهمه أي عمل سيحال إليه أن كان البناء أو العتالة المهم عنده أن يكون من بين المجموعة التي يختارها صاحب العمل الذي يفضل اختيار أصحاب البنية القوية التي تحتمل عناء الشغل الشاق، اخبرنا جليسنا انه أبا لعشرة أولاد جميعهم لا يزالون مسؤولين منه فبعد فشله في الحصول على عمل مستقر في إحدى الشركات الوطنية و الأجنبية بالمنطقة وجد نفسه يقف بشارع شيغيفار يعرض نفسه للعمل الذي يتقاضى عنه اجر يومي لا يتجاوز 40 ألف سنتيم مشيرا انه كلما تقدم به السن كلما قلت فرصته.
مختار هو أيضا من ضمن المجموعة و رغم انه من تقرت هو و عائلته المتكونة من زوجته و ولداه إلا أن يعيش بمفرده بورقلة قصد العمل الذي انظم إليه منذ شهرين فقط حيث اخبرنا انه كان يعمل لدى مقاول لكن غادر منصبه لان صاحب العمل لم يقدر مجهوده و كان يمنحه اجر بسيط لا يقارن بالمجهود الذي يقدمه هذا أن تحصل عليه حسب محدثنا الذي كانت ملامح وجهه توحي برفض الواقع الذي قال عنه" الحياة ظلمتنا كثيرا و لولا إيماننا بالله لوضعنا حدا لحياتنا الأشبه بحياة العبيد"
إن لم تتحصل على عمل سنبيت في الشارع
أن تعذر على احدهم الحصول على عمل تلك الليلة و كان من خارج الولاية فما عليها إلا المبيت في الشارع، ذلك جزء بسيط من معانات هؤلاء البطالين، فعبد الحميد شاب لا يتجاوز 22 سنة من ولاية ادرار يسعى يوميا الظفر بعمل كي يوفر مبلغ من المال لتأجير مكان يبيت فيه، إما بدار الشباب بورقلة أو بمرقد بأحد الحمامات مقابل 20 ألف سنيم لليلة الواحدة، حديث الشاب معنا لم يكن مطولا حيث كان انشغاله منصب في الترصد و الانتظار حيث قال "يجب أن اعمل كي أوفر قوت يومي و مكان أنام فيه فان تعذر ذلك سأنام في الشارع و انتظر احد المارة يتصدق عليا ب 10 دنانير لشراء خبزة". كما يقوم البعض منهم من بتأجير مسكن بالأحياء الشعبية بسعر لا يتجاوز 2000 أو 3000 دينار
مؤطر/ أسعار الخدمات تتراوح بين 100 دينار و 400 دينار لليوم الواحد
تنزيل الاسمنت من الشاحنة التي تحوى 200 قنطار يكون 160 ألف سنتيم ل 4 أشخاص أي 40 ألف سنيم لشخص الواحد،تنزيل 200 قالب من الاسمنت من المركبة يكون ب 300 دينار لشخصين أما تحميل الرمل يكون ب 100 دينار للواحد.