ماذا بعد الخُطبــــة ؟؟
يلحظ الكثير من أبناء بلدة عمر في أيامنا هذه أمرا يروقهم، ويبعث على الطمأنينة، فضلا عن أنه يشفي غليلهم الذي يتراكم في قلوبهم من أسبوع لآخر. إنها خُطب الإمام أحمد بن دانية بمسجد الإمام مالك بالحي الجديد. الخطب التي باتت حديث الساعة لدى الكبار والصغار، الرجال والنساء،العُمّال والبطالين، وحتى من ليس له علاقة بالبلدة على غرار بعض إخواننا في ڤــــوڨ .
إن الناظر إلى المواضيع المُتداولة في خطب الإمام أثابه الله، ليَعلمُ يقينا أن هناك ضميرا حيا ينبض بالتغيير في بلدة قاربت أن تُرمى معالمُها في غيابات الجُبّ المُظلم، ويُدرك المواطن "التينعمري" أن بلدة العُلماء لازالت تحتفظ بلؤلؤة في أعماقها، صانتها واعتنت بها يد شريفة تسمّى: الطالب عبد المجيد، هذا المُربّي الذي عاش في صدورنا وجعل ذريته تعيش في أفئدتنا وتدخل قلوبنا بدون استئذان، فرحم الله إمامنا ومعلمنا.
عودة إلى موضوعنا أقول: لا شك أن لكل منا وجهة هو موليها لصلاة الجمعة في بلدة العمر، والملحوظ أن أكثرنا يقصد مسجد الحي المُبارك الذي هو عصمة أمرنا كوننا مسلمين متـّحدين، وحين تبدأ الخطبة على لسان إمامنا القدوة، ترى الجميع وكأن على رؤوسهم الطير، فيحل الخشوع قبل الصلاة، ويستحضر جميعنا إيمانه الدفين، وقد نذرف الدموع من شدة التأثر بالموضوع الشائك، ونلمس حرقة الخطيب على أبناء وبنات بلدته، إضافة إلى من يصوّر الخطب والدروس بُغية الاحتفاظ بها و نشرها لتعميم الفائدة وبث الحب بين بعضهم البعض ..
إن أمر مسجد الإمام مالك لم يعد مجرد قبلة لأداء الصلوات الخمس أو الجمعة، إنما تجاوز ذلك ليصبح منبع الإبداع، ومجمعا لتفجير الطاقات والمواهب، فمن فكـّـر يوما أن يظهر أصحاب الحناجر الذهبية أمام الملأ يصدحون بصوت الحق أو يرتلون على مرأى من الناس آيات من الذكر العظيم، والتي عهدنا سماعها فقط باستعمال أقراص مضغوطة أو أشرطة سمعية .... أليس هذا إبداعا ؟؟؟؟ والفضل كله يعود لله تعالى ثم لأصحاب الهمم من رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.
لكن السؤال الذي أطرحه أنا شخصيا، والذي من المفروض أن يطرحه جميع المصلين في مسجد الإمام مالك، فبعد حضورنا واستماعنا للخطب من طرف الإمام البار " أحمد بن دانية" والتي تنوعت محاورها من فضل عمارة المسجد إلى مكافحة الآفات الاجتماعية، إضافة إلى مشاكل الشباب، والدروس الخاصة بالآداب العامة وما يصب بشكل كبير في التركيز على الجانب الأسري، لا يسعنا الآن إلا أن نسأل : ماذا بعد الخطبة ؟؟ ومتى نطبق ما سمعناه من توجيه؟ ومتى ننتقد أفعالنا "المشينة" ؟؟ أم أننا سنصبح مثل قوم موسى لنقول "سمعنا وعصينا" ؟؟ فعلينا الحرص الأكيد على أن نجعل من منبرنا مدرسة تطبيقية لما يوجّه إليه إمامنا الكريم ..
بذلك نكون أصحاب قلوب منارة ومُنيرة بإذن الله تعالى.
محسن غطاس - الأحد 19 جوان 2011 - 10:41 ص